غزة 29 أغسطس / أكدت القيادة الفلسطينية أن التراجع الاسرائيلى عن تنفيذ التفاهمات التى تم الاتفاق عليها فى عدة لقاءات فلسطينية اسرائيلية وتجميد العمل بجدول الانسحاب الاسرائيلى من المدن والمناطق الفلسطينية يعتبر مساسا خطيرا بالوضع الأمنى الهش فى كافة المناطق.
وقال بيان صدر عقب اجتماع القيادة الفلسطينية يوم الثلاثاء فى مقر الرئاسة فى مدينة رام الله المحتلة برئاسة الرئيس الفلسطينى ياسر عرفات ان القيادة فوجئت بقرار الحكومة الاسرائيلية بتجميد العمل بجدول الانسحاب الاسرائيلى من المدن والمناطق الفلسطينية وأعلن وزير الدفاع الاسرائيلى بنيامين بن اليعازر بنفسه أنه قرر تأجيل الانسحاب من مدينة الخليل حتى شهر أكتوبر القادم وأن الانسحاب من قطاع غزة لم يتم وليس فى نيتهم البدء فيه.
وأضاف البيان ان القيادة التى تجاوبت مع الجهود الدولية والعربية الرامية لتعزيز التهدئة الأمنية وخلق الظروف المناسبة لانسحاب القوات الاسرائيلية تعتبر هذا التراجع الاسرائيلى عن التنفيذ مساسا خطيرا بالوضع الأمنى الهش فى كافة المناطق مشيرا الى ان عدة اجتماعات مشتركة قد عقدت مع الجانب الاسرائيلى سياسية وأمنية كما عقدت اجتماعات أمنية على مستوى المناطق ولكن الحكومة الاسرائيلية تراجعت عن كل هذه التفاهمات الأمنية نتيجة اختلافات اسرائيلية داخلية.
وطالب البيان اللجنة الرباعية و مجلس الأمن الدولى والأمم المتحدة والادارة الأمريكية والاتحاد الأوروبى وروسيا والصين واليابان ودول عدم الانحياز وكذلك الدول العربية بالعمل على ضرورة وضع ألية دولية ملزمة وارسال مراقبين دوليين لتأمين الانسحاب الاسرائيلى دون تأخير.
وكان الرئيس ياسر عرفات قد ترأس اجتماعا للقيادة الفلسطينية فى مدينة رام الله يوم الثلاثاء بحضور أعضاء اللجنة التنفيذية وأعضاء مجلس الوزراء ولم يتمكن عدد من أعضاء القيادة من الوصول الى رام الله بسبب منع التجول والحصار والحواجز الاسرائيلية المفروضة على المدن والمناطق وطرق ووسائل المواصلات الفلسطينية. وقد بحثت القيادة فى اجتماعها عددا من القضايا الوطنية والأمنية والسياسية وكذلك اللقاءات الثنائية مع الجانب الاسرائيلى ولقاء باريس مع اللجنة التحضيرية للقاء اللجنة الرباعية فى نيويورك فى 16 سبتمبر القادم كذلك بحثت القيادة موضوع الانتخابات العامة والبلدية وقانون الانتخابات وتشكيل اللجنة المركزية للانتخابات والتمديد للمجلس التشريعى لثلاثة أشهر جديدة.
وقال بيان القيادة الفلسطينية ان جيش الاحتلال يواصل حملات القمع والتنكيل والتدمير فى كافة المناطق ويواصل حصار المدن والمناطق ويفرض منع التجول على مدينة نابلس وينكل بسكانها للأسبوع السابع على التوالى بالاضافة الى فرض منع التجول بشكل قمعى واعتباطى على رام الله وجنين وطولكرم والمخيمات واقتحام مدينة الخليل وقتل واعتقال المواطنين أطفالا ونساء ورجالا وتدمير المنازل وتجريف الشوارع والمزارع والمنشأت العامة والخاصة. واكدت القيادة الفلسطينية فى بيانها أن القمع يولد المقاومة وان السبيل الوحيد للأمن والهدوء هو تنفيذ اتفاق الانسحاب الاسرائيلى من كافة المدن والمناطق ورفع الحصار والاغلاق وتنفيذ تقرير ميتشيل وتفاهمات تينت وعندها يمكن أن تتوفر الظروف للتقدم الى الأمام فى تنفيذ اجراءات على الأرض تمنع أى اختراق أمنى.
واستمعت القيادة الى تقرير من الوفد الوزارى الذى التقى فى باريس مع اللجنة التحضيرية المنبثقة عن اللجنة الرباعية الدولية وقد تمكن الوفد الوزارى من تقديم صورة كاملة عن المعاناة الهائلة التى يتعرض لها الشعب الفلسطينى من جراء استمرار الاحتلال والحصار والاغلاق ومنع التجول مما يعطل خطط الاصلاح الفلسطينى وفق الخطة الفلسطينية الجديدة فى ضوء الأوضاع الجديدة الناشئة من جراء اعادة الاحتلال الاسرائيلى وما تم تدميره ونسفه وهدمه ومصادرته من البنية التحتية للشعب الفلسطينى فى جميع المناطق.
وقالت القيادة فى بيانها ان اللجنة الدولية فى لقاء باريس تقبلت ما طرحه الوفد الوزارى الفلسطينى بالايجابية والتفهم وفى ختام اللقاء توجهت اللجنة الدولية الى الجانب الاسرائيلى بضرورة رفع كافة القيود المفروضة على الشعب الفلسطينى لأن هذه القيود انما تعطل خطط الاصلاح الفلسطينية. وقد تم الاتفاق على أن تعرض خطط الاصلاح الفلسطينية على الاجتماع الرسمى للجنة الرباعية فى نيويورك يوم 16 سبتمبر المقبل على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة . وحول الانتخابات العامة والبلدية أكدت القيادة على قرارها السابق باجراء الانتخابات العامة للرئاسة والمجلس التشريعى فى يناير من العام القادم وقررت العمل على اعادة تشكيل اللجنة المركزية للانتخابات من شخصيات وطنية مستقلة للاشراف على الانتخابات لضمان النزاهة والحياد كما دعت القيادة كافة البرلمانات الدولية وهيئات حقوق الانسان الى ارسال وفود مختصة لمراقبة الانتخابات مثلما تم ذلك فى الانتخابات السابقة وستدعو القيادة شخصيات دولية معروفة للمشاركة فى الاشراف على الانتخابات.
ومن ناحية أخرى أصدر الرئيس عرفات مرسوما رئاسيا مدد بموجبه للمجلس التشريعى لمدة ثلاثة أشهر جديدة وقد طلبت القيادة من الجانب الاسرائيلى اعطاء التصريحات اللازمة لأعضاء المجلس التشريعى لعقد دورة جديدة للمجلس يوم 9 سبتمب ر فى مدينة رام الله ومن المقرر أن يخاطب الرئيس عرفات المجلس التشريعى فى خطاب سياسى شامل يتحدث فيه عن مختلف القضايا الوطنية والسياسية والأمنية وموضوع الانتخابات العامة والبلدية . وبحثت القيادة قضية استمرار احتجاز الأمين العام للجبهة الشعبية أحمد سعدات وقررت القيادة الاستمرار فى بذل كل الجهود لسرعة الافراج عنه لدى الجهات الدولية المعنية لمسؤولية الحفاظ على حياته عند الافراج عنه وفى الذكرى الأولى لجريمة اغتيال القائد أبو على مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية تؤكد القيادة ادانتها لهذه الجريمة والتأكيد على ضرورة الوحدة الوطنية بما يحقق أهداف الشعب الفلسطينى فى الاستقلال والحرية.
وحول وثيقة العمل الوطنى أكدت القيادة الفلسطينية على ضرورة مواصلة الحوار الوطنى بين القوى والفصائل والأحزاب للاتفاق النهائى على وثيقة العمل الوطنى بما يحمى الحقوق الوطنية الفلسطينية ويضع حدا للاجتهادات والتعارضات على صعيد أشكال النضال الفلسطينى وأهدافه. وقالت القيادة الفلسطينية أن الوضع الراهن يحمل فى طياته أخطارا محدقة وطنيا وقوميا ان لم تتوصل كافة القوى الى الاجماع الكامل على وثيقة العمل الوطنى والقومى وأهدافه وأشكال النضال التى تخدم تحقيق هذه الأهداف وفى المقدمة انهاء الاحتلال والاستيطان واقامة دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. (شينخوا)
الأحد أغسطس 12, 2007 9:21 am