متى بدأت الانتفاضة

تمادت إسرائيل في غطرستها ، واعتمادها منطق القوة وفرض سياسة الأمر الواقع ، غير آبهة بمشاعر وتطلعات الفلسطينيين حتى يوم 28/9/2000 ، ذلك اليوم الذي قام فيه (ارئيل شارون) زعيم تكتل الليكود اليميني الإسرائيلي بتدنيس الحرم القدسي الشريف تحت حراسة ما يقارب ثلاثة آلاف جندي إسرائيلي مدججين بالسلاح، جاءت هذه الخطوة بتسلسل زمني قصير مع التراكمات السياسية ، وكانت بمثابة الشرارة التي اندلع منها اللهب ،وشكلت عنصر اشتعال الانتفاضة الشعبية الفلسطينية العارمة ( انتفاضة الأقصى ) .
وفي ظل استمرار الانتفاضة والمقاومة الشعبية الفلسطينية العفوية والتي قلبت الموازين في المنطقة، خرج (أيهود باراك ) المتخبط في حكومته وفي أكثر من مجال بالحديث عن خطة فصل من جانب واحد كرد فعل على الانتفاضة الشعبية .
وعلى الفور ودون تفكير مسبق أوعز باراك إلى مؤسساته الأمنية بتطبيق خطة للفصل من جانب واحد ، تمثلت في إجراءات عملية لتكريس هذا الفصل ، والتي خلقت بدورها واقعاً سياسياً وجغرافياً وعسكرياً جديداً لم يعهده شعبنا من قبل على الأرض، بقوة الدبابات والآليات العسكرية.
وتجسدت عملية الفصل في عدة أشكال وبخطوات متسارعة في مقدمتها تقطيع أوصال المناطق الفلسطينية، و إقامة الحواجز العسكرية على مداخل المدن والمحافظات الفلسطينية في الضفة وغزة ، وإغلاق الطريق أمام 125 ألف عامل فلسطيني من العمل في إسرائيل ،والتحكم في المعابر والمنافذ الحيوية ،ومنع الدخول والخروج للمواطنين والبضائع .
ومن ناحية أخرى قام باراك بالإيعاز إلى مؤسساته السياسية والأمنية ، بأن تقوم بوضع خطة للفصل السياسي والاقتصادي والأمني المحكم عن المدن الفلسطينية ، كرد على السلطة الفلسطينية في حال إعلانها عن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة